من هنا حيث الأنين والدم.. السلام عليكم يا أمة محمد.. من غزة هاشم لكم تحية ولكم عهد أن لا نخون الوصية.. ألم يوصي رسولنا عليه وآله أفضل صلاة أزكى سلام بالرباط هنا؟؟ وإنا لمرابطون ولن يرى منا الا ما تقر به عينه.. ولكنه أوصى كذلك بأن على كل من لا يستطيع من المؤمنين الوصول الى هنا ان يرسل زيتا لقناديل الأقصى..
إن قناديل الأقصى مهددة بالانطفاء، فالسرطان الصهيوني قد أنشب فيه مخالبه.. لكم تحية يا أمة محمد.. فإن أبناءكم في غزة ومنذ أكثر من أربعين عاما يرفعون راية المقاومة والإسلام ضد الزيف والاحتلال.. فكل مقاومة وكل صيحة للكرامة على مدار أربعين عاما في كل مشرقنا العربي كان مبعثها من غزة هاشم.. في الأردن صنع أبناء غزة طليعة المقاومة في حركة فتح وكانوا وقودها المبارك.. وركبوا الموت فكانوا من بني شعبهم وأمتهم كالشامة في جبين الصباح.. وعندما تجددت مقاومة الشعب بعد الانكسارات انطلقت حماس والجهاد اكثر ضراوة واشد بأسا.. فكان قادة الصهاينة يتمنون ان يصبحوا ذات يوم وقد ابتلعها البحر.. لكم من غزة رمز العزة تحية يا أمة محمد.
نحن يا أخوة الدين والعروبة والإنسانية يحيط بنا الأعداء من كل صوب، يتناوشونا بسهامهم وسيوفهم وكيدهم وإن كيدهم لتزول منه الجبال.. في صحراء قاحلة أحيط بنا.. ولا مغيث لنا وليس لنا والله الا ايمان يأبى لنا الدّنِية في ديننا وكرامتنا.. اننا نستصرخ العالم كله ألا من مغيث يغيثنا؟ ألا من ناصر ينصرنا؟ ألا من رجل تهتز نخوته فيعض على نواجذه لايقف حتى يدركنا.. يا أمة محمد لم تغلقون علينا أبواب السجن!!.. اللهم إنك تعلم أن كربا شديدا قد أحاط بنا وأن وجوها قبيحة ذميمة تتآمر علينا وتقتل منا الذراري والنساء والشيوخ.. اللهم ان كان هذا يرضيك منا فلا نبالي، لك العتبى حتى ترضى.
يا أمة محمد من تحت ظلام دامس وأمام فوهات مدافع الدبابات وقد أغلق علينا الإخوة والأعداء سبل العيش والمنافذ.. من هنا حيث توحد نفاق المنافقين الفاسدين وحقد الصهاينة الملاعين وجهل الجاهين على شعب كل جريمته انه لاجئ ومهجر ومنتزع من أرضه.. من هنا لكم تحية الوفاء والعهد ان موقفنا شبيه بموقف ابن رسولكم الحسين بكربلاء يستغيث ولا مغيث، فلا يهين ولا يخون.. ان غزة تنزف ولكن بكبرياء، انها تذود عنكم تهمة الخنوع والركوع امام أعداء الأمة..
يا أمة محمد، هذا هو حال غزة التي يحاصرها الجميع في الداخل والخارج.. حتى ابناءها في الخارج الفلسطيني ها هي الحرب عليهم في كل المستويات ويقصون من كل المواقع عقابا على صمودها وثباتها.. يا أمة محمد فلترفعي رأسك عاليا ولتفخري بغزة ولن ينالوا منا ما يريدون والله اكبر والعاقبة للمرابطين